2 Aug 2023

كيف سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في تطوير المنتجات

التسويق عبر روبوتات الدردشة وكيفية اختيار الروبوت الصحيح وإنشائه

كما يعلم أي صاحب عمل فإن ملاءمة المنتج ليناسب احتياجات السوق هو أحد أكثر الجوانب صعوبة عند بدء عمل تجاري.

القراءة لاحقا أو شاركها

إن توقع المنتج المناسب للاستثمار عند بناء النماذج الأولية وفي مرحلة التجربة والاختبار هي عملية طويلة ومكلفة للغاية، وفي كثير من الأحيان ينفذ أصحاب الأعمال من أموالهم قبل أن يتمكنوا من اختبار منتجاتهم.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه في الكثير من جوانب التخطيط وصنع القرار، هل يمكنه أن يحدث ثورة في كل جانب من جوانب عملية تطوير المنتج؟ وكيف يجب عل الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الاستعداد لذلك؟

ستصبح التوقعات الملائمة للسوق أكثر دقة

العديد من الشركات الناشئة تفشل بسبب ضعف ملاءمة المنتج للسوق. ووفقًا للإحصائيات فإن 35% من الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة تفشل بسبب عدم وجود حاجة لمنتجاتها في السوق.

لحسن الحظ يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في حل هذه المشكلة. حيث يساعد تحليل البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي الشركات الصغيرة في جمع رؤية أكثر ظقة وشمولية للبيانات الكمية والنوعية التي سيحتاجونها لتحديد ما إذا كان منتجهم يلبي بالفعل احتياجات عملائهم أو ما إذا كانوا قد اختاروا الجمهور المناسب في الأساس.

يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي المخصصة لجمع البيانات على فهم العملاء بصورة أعمق، بالإضافة إلى فهم احتياجاتهم وهذا يساعد المهندسون والمختصون في بناء نماذج أولية أكثر دقة وجدوى.

سيعزز الذكاء الاصطناعي سرعة التكرار وسيوفر وقت التسويق

يعد إنشاء نماذج بالأحجام الطبيعية ونماذج أولية لمنتج تريد اختباره أحد أكثر الجوانب التي تستغرق وقتًا طويلًا في دورة حياة تطوير المنتج.

عادةً ما يستغرق الأمر من 4 إلى 12 أسبوع لإنشاء نموذج أولي للإلكترونيات ومن أسبوع إلى أربعة للحصول على نموذج بالحجم الطبيعي المطبوع ثلاثي الأبعاد.

إذ يعتمد الوقت الذي تستغرقه الشركات لإنشاء تجسيد مادي أو حتى تجسيد ثلاثي الأبعاد أو مرئي لمنتج على إمكانية التجربة وفقا لقوانين الفيزياء الحقيقية. وهذه عملية طويلة بالنسبة لمديري المنتجات والمصممين ومهندسي البرمجيات.

بمعنى آخر كل الوقت والمال الذي تضعه الشركات لإنشاء النموذج الأولي يمكن اختصاره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبالتالي قد تكون هذه التقنيات منقذة لحياة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تمتلك الوقت أو الموارد لتضييعها في إضافة ميزات للمنتج وبدون تحقيق أي عوائد كبيرة.

سيغير الذكاء الاصطناعي كيفية جمع ملاحظات العملاء

بمجرد أن يكون لديك نموذج أولي أو حتى حد أدنى من المنتج القابل للتطبيق لا يمكنك التوقف عن التكرار. ستحتاج إلى اختبار النماذج الأولية مع العملاء المحتملين أو الحاليين لمعرفة كيفية تحسينها.

وحتى الآن تقتصر تحليلات المنتج على البيانات  المنظمة أو الرقمية. والمشكلة هي أن البيانات المنظمة لها حدود.

وفي الواقع معظم معلومات الشركات غير منظمة وتتواجد في أشكال مختلفة، مثل المستندات ورسائل البريد الإلكتروني ومحادثات وسائل التواصل الاجتماعي. تقدر نسبة البيانات المنظمة ب20% بالتالي فهناك تكلفة كبيرة مهدورة نتيجة عدم تحليل 70 إلى 80% من المعلومات.

بمعنى آخر لا توجد حلول قابلة للتطوير بخصوص جمع البيانات الكمية وتحليلها لمعرفة كيفية استجابة العملاء لمنتجك.

يمكن أن تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل ملاحظات العملاء حول شركتك. فمثلاً في حال تلقيت العديد من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أو تعليقات استخدام المنتج أو الأحاديث في منتديات العملاء، أصبح بإمكانك تحويل هذه المعلومات إلى مخططات وخطوك اتجاه وتحليلها بنفس الطريقة التي تحلل بها البيانات المنظمة دائمًا. وستتمكن أيضاً من معرفة الميزات التي يتحدث عنها عملاؤك بشكل متكرر، ومعرفة المشاعر التي يشعر بها المستهلكون عنك شرائهم منتجاتك. مما يساعدك في تحديد المنتجات الأكثر ملاءمة للسوق، بالإضافة إلى تحديد الميزات التي يجب إضافتها أو إزالتها من منتجك.

يتساءل العديد من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة عما إذا كان ينبغي عليهم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

في الحقيقة من الصعب تحديد جوانب الذكاء الاصطناعي التي يجب أن تستثمر فيها، أو معرفة التطبيقات التي تحتاجها في عملك.

ننصحك أن تبدأ التجريب، لأن الأمر سيصبح أسهل بمجرد أن تبدأ. وهناك عدة مجالات ستمنحك قيمة بغض النظر عما إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي في الإنتاج أم لا. ومن هذه المجالات تحليل معلومات العملاء وتعليقاتهم أو تجربة نماذج أولية أو تحليل سلوكيات المستخدمين.

لحسن الحظ لست بحاجة إلى توظيف مهندس تعلم آلة لإنشاء برامج أو تقنيات من البداية.

يمكنك مثلاً استخدام أدوات جاهزة مثل Bedrock الذي تم إصداره من Amazon، والذي يوفر نماذج مدمجة مسبقًا للذكاء الاصطناعي يمكن إضافتها إلى تطبيق خالي باستخدام واجهة برمجة تطبيقات. يمكّنك هذا من التخلي عن أي تدريب على الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطر اختراق البيانات والعمل خلال وقت قصير جدًا.

حدد أين يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي فريقك

ننصحك بمعرفة حالات الاستخدام الصحيحة التي سيكون لها عائد استثمار إيجابي لعملك.

في النهاية من المهم أن تأخذ الوقت الكافي لتحديد مجالات الاستثمار الأفضل للذكاء الاصطناعي. إذا لم تكن متأكدًا من أين تبدأ العمل مع فريقك فلا داعي لإعادة اختراع العجلة. ضع في اعتبارك الوصول إلى خبراء السحابة أو الشركات الناشئة التي يمكنها إرشادك عبر بعض الحلول الشائعة التي تم اكتشافها بالفعل من قبل شركات أخرى.

الحصول على موافقة أصحاب المصلحة

من المهم مشاركة أصحاب المصلحة والإدارة والحصول على موافقتهم، لكي لا تقع في المشاكل. بالتأكيد هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية وتسرب البيانات، عندما يتعلق الأمر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أنه ليس حلًا مثاليًا، فقد يتسبب في الأخطاء أو قد يقدم معلومات غير دقيقة أو متحيزة عند عرض النتائج.

 مما يعني أنه عند إقناع الإدارة بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي، فمن المهم أن تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يقود السفينة، بل سيكون مساعد فقط.

القراءة لاحقا أو شاركها

تعليقات 0

كتابة تعليق