أهم 5 مراحل في عملية تطوير المنتجات
ينطوي مصطلح تطوير المنتجات اليوم على نهج كامل تأخذ به الشركات في سياق مواكبة تقدم الإنتاج واللحاق بعجلة الاقتصاد، وهو ما جعل منه أمرًا غاية في الأهمية. وتعد سياسة التطوير معيارًا للتفاضل ومقياسًا للقدرة على تحقيق التفوق والريادة في مختلف القطاعات، إذ باتت الشركات العاجزة عن تطوير منتجاتها تواجه خطر الخروج من السوق. فكيف تدير تطوير المنتجات باحترافية؟
ما المقصود بتطوير المنتجات؟
يشير تطوير المنتجات إلى العملية التي تقوم على طرح منتج جديد في الأسواق أو تحسين وتعديل منتج موجود مسبقًا لجعله أكثر ملاءمة لمتطلبات الشريحة المستهدفة من العملاء.
وتعتمد الشركات استراتيجيات مدروسة بعناية تستهدف إنشاء عروض تتميز بالإبداع والابتكار في تطوير المنتج بغية ضمان التفوق في المنافسة وتحقيق النمو في المبيعات وتحقيق الإيرادات.
ما هي عملية إدارة تطوير المنتجات؟
تُعرّف إدارة تطوير المنتج بأنها فن ومهارة تنظيم عملية التطوير عبر الارتقاء بالموجودات لتحقيق أفضل النتائج والعمل على معالجة المشكلات وتجاوز العقبات التي قد تعترض سير عملية التطوير.
يعتمد نجاح الإدارة على مدى فعاليتها، ليس في التطوير فقط وإنما في تحسين واقع العمل واستراتيجيات التسويق وغيرها. تتيح لك دورة إدارة تطوير المنتجات المقدمة من أكاديمية حسوب فرصة تدريبية قيّمة لزيادة المعرفة بإدارة تطوير المنتجات وصقل الخبرات العملية بالمتابعة مع فريق متخصص خطوة بخطوة.
ما هي مراحل تطوير المنتجات؟
تتكون عملية تطوير المنتج من مجموعة من المراحل تعتمد بمجموعها على عدة عوامل منها عمر الشركة ونفقاتها ومكانتها في السوق بين المنافسين، وهذه المراحل:
- توليد الأفكار
تعد هذه المرحلة الأهم بين بقية المراحل والمهمة الأصعب التي تواجه خبراء التطوير نظرًا لكونها حجر الأساس الذي يمنح المنتجات سمة الإبداع. تستوحي المؤسسات أفكارها من عدة مصادر انطلاقًا من حاجات السوق ومتطلبات العملاء وكذلك الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات.
- الغربلة
تخضع الأفكار الأولية للفرز والغربلة قبل اعتمادها وتأتي أهمية هذه المرحلة من الحاجة لاختيار أفضل الأفكار التي تتوافق مع سياسة المؤسسة وتخدم الهدف بالشكل الأمثل.
- دراسة الجدوى
تشمل الدراسة تحديد الإيجابيات والسلبيات المترتبة على تطوير المنتج وتحليل نقاط القوة والضعف لتعزيز فرصة نجاح المنتج والعمل على تفادي العقبات التي قد تعترض المشروع.
- تطوير المنتج
تتطرق هذه المرحلة من مراحل عملية تطوير المنتجات إلى التصميم والتطوير الفعلي وعادًة ما يجري تصنيع نموذج أولي يخضع لمجموعة اختبارات على أساسها تقرر الشركة ما إذا كان سيتم الإنتاج على نطاق واسع.
- الطرح والتسويق
يتم إطلاق حملات إعلانية بهدف الترويج قبل أن يتم طرح المنتج في الأسواق مع الاستمرار بعملية تسويق المنتج بعد طرحه ومواكبة مدى نجاحه وأصداء انتشاره بين العملاء.
ما أبرز المغالطات حول عملية تطوير المنتجات؟
تنتشر مفاهيم الخاطئة عن تطوير المنتجات تؤثر سلبًا على أداء اليد العاملة وجودة المنتجات وسهولة سير عملية التطوير، منها:
- زيادة ميزات المنتج يزيد إعجاب العملاء به
تقدم الشركات الناجحة والرافضة لهذا الاعتقاد منتجات غاية في البساطة تؤدي ما صُممت من أجله بصورة مثالية ودقة عالية بعيدًا عن التعقيد وتحقق هذه المنتجات في الغالب التفوق على حساب المنتجات عديدة المزايا.
إذ يؤثر تعدد الخدمات التي يقدمها المنتج الواحد على جودة الخدمة الواحدة مما يعكس ضعف الإنتاج ويسبب ضياعًا في المجهود.
- التمسك بالخطة التنموية يحقق مزيدًا من النجاح
يرى الكثير من الخبراء بأن هذا المفهوم والجمود الفكري وجهان لعملة واحدة، إذ إن متطلبات السوق وما يفرضه التطور التقني والاقتصادي من تغيرات تجعل من تجديد الخطط والأخذ بنهج الابتكار ضرورًة لا بد منها.
- توظيف الموارد بصورة كاملة يُحسن الأداء
وهذا واحد من أبرز المغالطات حول عملية تطوير المنتجات، إذ تنخفض كفاءة المهام التي تقوم بها الكوادر عندما يكون زخم العمل الموكل لهم كبيرًا بغض النظر عما يتمتعون به من المهارة وفي هذه الحالة يسبب ضغط العمل تراجعًا كبيرًا في القيمة والجودة.
تتفادى الإدارات الناجحة هذا الخلل بموازنة تكاليف المشروع مع الموارد المرصودة وتوفير مستلزمات المشروع ضمن الإمكانات المتاحة لضمان الحفاظ على نوعية العمل المنجز ضمن الجدول الزمني المحدد.
- البدء مبكرًا يعني الانتهاء في وقت أسرع
على الرغم من أهمية عامل السرعة فإن المباشرة بالمشروع قبل تأمين المتطلبات واللوازم الضرورية سيؤدي إلى تعثر المشروع في مراحل متقدمة. لذا فالالتزام بخطة زمنية محددة سيمنحك تحكمًا جيدًا بكل نواحي المشروع مع إمكانية إعادة توجيهه في مسار محدد.
كيف تواكب الإدارة متطلبات السوق؟
يمكن القول بأن السوق هو المرآة التي تعكس نجاح الشركات في تطوير منتجاتها أو فشلها. وقد يبدو السوق في بادئ الأمر جامدًا كما يبدو عليه المصطلح إلا أنه يخضع للتغيير بصورة مستمرة ويتأثر بمجموعة هائلة من العوامل أبرزها الحالة الاقتصادية.
تسعى الإدارة لمواكبة تغيرات السوق ومتطلباته من خلال مجموعة من الاستراتيجيات أهمها:
- الابتعاد قدر الإمكان عن الأفكار القديمة أو المكررة.
- دراسة احتياجات السوق ومدى قدرة الشركة على إشباع هذه الحاجات.
- تحديد خصائص الفئة المستهدفة من المستهلكين.
- تحليل السلاسل الزمنية ومعرفة مدى تطور المنتج في السنوات السابقة.
- التنبؤ بالمبيعات المرتقبة لتفادي خطر الركود الاقتصادي وكساد السلع.
ما العقبات التي تواجه عملية تطوير المنتجات؟
تعترض سير عملية تطوير المنتجات مجموعة من العقبات التي لا بد من الوقوف عندها ومعالجتها لضمان الوصول للهدف المحدد، ومن هذه العقبات:
- قلة الأفكار
كما ذكرنا آنفًا فإن الفكرة هي حجر الأساس الذي تقوم عليه عملية التطوير ومن هذا المنطلق تسعى الإدارات لتفادي الشح في الأفكار بإنشاء صناديق للاقتراحات الإبداعية تحفز العصف الذهني.
يعد نظام المكافئات حلاً مجديًا لتشجيع الموظفين على طرح الأفكار الخلّاقة باستمرار قبل البدء بتطوير المنتجات.
- سياسة تسعير المنتجات
يتطلب تسعير المنتجات دراسة شاملة للتكاليف المدفوعة والعائد الربحي المتوقع لاختيار أنسب سعر للمنتج إذ لا يكون باهظ الثمن ويُقابل بالرفض من المستهلكين ولا يكون رخيصًا ويتسبب في خسارة الشركة وفشل الموازنة.
- الوقت الملائم للتسويق
انطلاقًا من كون السوق في حالة تقلّب مستمرة فإنه من الضروري التروي في طرح المنتجات بصورة تحقق أعلى نسبة ربح ممكنة وتكفل التفوق في المنافسة. إذ يمكن أن يتسبب طرح المنتجات مبكرًا بخسائر فادحة، وفي المقابل فإن المماطلة في الطرح قد ينجم عنها تراجع قيمة المنتجات في حال كان السوق أُشبع بمنتجات الشركات المنافسة.
أخيرًا، ساهمت العولمة والتقدم الاقتصادي في احتدام المنافسة بين الشركات التي باتت كل منها تسعى لتذليل الصعاب من أجل بلوغ القمة. وفي ظل هذه الظروف أصبحت إدارة تطوير المنتجات بصورة احترافية وممنهجة الوسيلة الأقدر على إزالة كل ما يعترض تفوق الشركات من عقبات.