تعد وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا واعدا للربح لأصحاب النشاطات التجارية، ولكن يواجه العديد من مالكي الأعمال مشاكل وصعوبات وقلة الدخل بعد إطلاق مشروعهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي نفس الوقت، تقوم شبكات التواصل الاجتماعي بتحقيق دخل رئيسي لبعض رجال الأعمال والشركات، حيث يقومون بتطويرها باستمرار عبر الحصول على مشتركين جدد وعملاء محتملين وتحويلهم إلى دائمين.
وبعض العلامات التجارية الناشئة تعتقد أنه بمجرد إنشاء حساب تجاري على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، سوف تحصل على عدد هائل من المبيعات خلال أسبوع، حيث ستشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب ما تواجهه من صعوبات أثناء اجتياز هذا الطريق.
وأن النهج غير الصحيح يمكن أن يؤدي ليس فقط إلى عدم الحصول على مبيعات، بل إلى خسارات فادحة يمكن أن تصل إلى آلاف أو عشرات آلاف الدولارات، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاق النشاط التجاري.
التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يجلب المبيعات والعملاء الجدد، ولكن مثل قنوات الإعلان الأخرى، يتطلب نهجا خاصا واستراتيجية معينة، للحصول على أفضل النتائج.
لذلك، دعونا نتعرف على الأسباب الرئيسية التي تمنع من تحقيق الدخل من الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
السبب الأول: سوء فهم جوهر التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (SMM)
تؤمن الكثير من الشركات أنها سوف تحصل على أرباح هائلة خلال الأسبوع الأول من اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ويتكون هذا الشعور بعد النظر إلى حسابات المنافسين (والتي تتضمن كالعادة مئات آلاف المتابعين)، وهذا الأمر يسبب لهذه الشركات ثقة بالنفس، حيث في حال إنشاء حساب، سيهرول جميع المتابعين إليهم ويتركوا منافسهم.
ولكن، عندما يتم إنفاق مئات أو آلاف الدولارات على الترويج للحساب، والاطلاع على الإحصائيات التي لم تجلب تقريبا أي شيء، يتبدد الحلم الصاخب في بداية الطريق، وتعود الشركات إلى أرض الواقع وتتوقف عن التحليق في أحلام اليقظة.
وهنا يجب خلق طلب على السلع والخدمات في وسائل التواصل الاجتماعي.
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي – هو العمل مع زيارات غير محفزة (أي أن الأشخاص الذين تستهدفهم، لم ينشئوا حساب هناك لشراء منتجاتك)، بل إنهم لا يعرفون شيئا عنها، أو حتى عن شركتك الناشئة أو منتجك الرائع.
المهمة الرئيسية هنا، هي إنشاء بيئة جيدة وأساس ممتاز وقيادته من لحظة تعرف العميل على منتجك (أو علامتك التجارية) إلى لحظة شرائه.
ومن المستحيل أن تحقق هذه النتائج خلال أسبوع واحد فقط وبسعر مقبول. من المهم أن تفهم أن التسويق الإلكتروني عبارة عن أداة طويلة الأجل، وإن كان هدفك إنشاء حساب اليوم وتحقيق آلاف المبيعات غدا، فإنه ليس المكان المناسب على الإطلاق.
وفي نفس الوقت، يمكن الحصول على مبيعات في الشهر الأول. وفي غضون 3 أشهر، يمكن تحويل الحساب إلى قناة مستقرة ودائمة لجذب العملاء، وهذا الأمر يتطلب نهجا معينا واستراتيجية تمشي عليها.
على سبيل المثال، لو كان منتجك عبارة عن هدايا بمناسبة عيد رأس السنة، فقد يخطر على ذهنك أن أفضل وقت للحصول على المبيعات هو نهاية العام، ويمكن إنشاء حساب في وسائل التواصل الاجتماعي في شهر ديسمبر والحصول على الكثير من المبيعات في وقت قصير.
للأسف، فإن هذه الاستراتيجية لا تعمل، كون جميع المنافسين أطلقوا حملاتهم الإعلانية وخطتهم الاستراتيجية قبل هذا الوقت بكثير، وتم تهيئة الجمهور المستهدف للشراء منهم خلال وقت طويل، وأن دخولك للسوق قبل شهر، يمكن أن يجلب لك بعض المبيعات، ولكن يمكن أن لا تجلب لك الأرباح، كون سعر الحملات الإعلانية ستكون عالية مقارنة بنتائجها.
ولكن، لوكنت مستعد قبل وقت من التاريخ الموعود، فإنك ستحصل على نتائج باهرة لا محالة. على سبيل المثال، يمكنك من الآن الاستعداد لعروض رمضان، قم بتصميم صفحات الهبوط والمواد الإعلانية الجذابة، واستعد لحملة إعلانية واسعة النطاق، هكذا تكون قد سبقت منافسيك بعدة خطوات.
السبب الثاني: الهدف الرئيسي هو زيادة المبيعات
تنشأ مشكلة أخرى من سوء فهم جوهر التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل (SMM)، وهي أن الشركات (العلامات التجارية، أو أصحاب الأعمال) يحاولون بيع المنتجات مباشرة للمستخدمين، حيث ينشؤون حسابا على وسائل التواصل، وأو ما يقومون به هو تعبئته بالمنتجات، ومن ثم إطلاق حملات إعلانية، ويمكن أن يحصلوا على بعض النتائج.
وهنا يجب التركيز على “بعض النتائج”. ففي حال لم يتم تحديد الأهداف المراد تحقيقها من وسائل التواصل، فإن هذه النتائج المؤقتة لا تعد نجاحا بالمطلق، حيث ستنخفض النتائج على المدى الطويل، أو في حال توقف الحملة الإعلانية مباشرة. وذلك بسبب أن المستخدمين والجمهور المستهدف لا يعلم شيئا عن منتجك أو علامتك التجارية، ولماذا لا يجب أن يشتروا منك؟!
تخيل لحظة تصفحك الانستغرام بهدف المتعة والاسترخاء، وفجأة يظهر لك إعلان يعرض عليك شراء أريكة دون أي معلومات عنها أو عن العلامة التجارية أو أي شيئ آخر (فقط اشتري أريكة بسعر 200 دولار، اغتنم الفرصة)!
مثل هذا الوصف، الذي يهدف إلى البيع المباشر، لا يخبر المستخدم عن أي شيء حول الأريكة، وجودتها ومصداقية الشركة، هل في حال أنت من شاهدت هكذا إعلان، سوف تقوم بالنقر عليه والشراء مباشرة؟ طبعا لا!
حتى لو وجد أشخاص مهتمون وقاموا بالانتقال إلى حساب المعلن، لن يجدوا أي تفاصيل، بل سيجدون حسابا عبارة عن منتجات وأسعار فقط، وهنا يمكن القول عن الحساب (إما قم بالشراء أو غادر).
والحل هنا، إنشاء حساب (يتكلم عن أنواع الأرائك وأنواع الأخشاب التي يتم صنعها منها، ويمكن عرض بعض الفيديوهات لمراحل إنشاء الأرائك، والكثير من المحتوى الجيد)، واتخاذ قاعدة 8/2 أي يمكن عرض منتجين مع الدعوة للشراء مع كل 8 منشورات تجذب انتباه المستخدم وتستهدف اهتماماته.
السبب الثالث: عدم وجود استراتيجية ترويجية
الاستراتيجية في التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي – هي خطة ترويجية لمنتج أو خدمة، يتم تحديد الأهداف والغايات من الترويج.
إذا لم تكن هناك استراتيجية، فيمكن أن يتجه العمل بالاتجاه الخاطئ، مثل وصول المناشير إلى الجماهير غير المستهدفة وغير المعتمة بما تقدمه. ونتيجة لذلك، لن تحصل على حجم المبيعات المطلوب، وخسارة في الميزانية.
أفضل استراتيجية في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأكثرها فاعلية – هي إحماء الجماهير!
بعبارة أخرى، تقديم محتوى عالي الجودة (غير البيع المباشر)، يمكن أن يكون المحتوى على علاقة وثيقة بما تقدمه، وبعد ذلك يمكنك طرح المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.
ويجب أن تعلم أنه في وسائل التواصل هذا هو النهج الوحيد الذي يعمل. بعد ذلك يجب عليك بناء سمعة جيدة ومصداقية بين العملاء المحتملين من خلال التعريف بالعلامة التجارية والمنتجات، وكسب ثقتهم، وبعد ذلك فقط بدء البيع.
على سبيل المثال، لو كنت تريد بيع أحذية رياضية عالية الجودة وسعرها مرتفع جدا (200 دولار)، وفي حال قمت بإنشاء حملة إعلانية مع رابط إلى موقعك مباشرة، سوف يشاهد المستخدم حذاء رائعا وينقر على الإعلان، وينتقل إلى الموقع، حيث يشاهد السعر المرتفع، وعندها سوف يغادر دون رجعة.
وذلك بسبب أنه لا يعلم شيء عن منتجك والعلامة التجارية، بالإضافة إلى عدم معرفته نوع وجودة الحذاء ولماذا يجب عليه أن يشتريه بهذا السعر المرتفع!
ولهذا السبب، وقبل إطلاق الحملات الإعلانية عبر وسائل التواصل، تحتاج إلى تطوير استراتيجية ترويجية، ومكوناها الرئيسيان هما الإعلان والمحتوى، وفقط عبر العمل الوثيق بين هذين المكونين يمكن تحقيق نتيجة جيدة.
يجب أن تحتوي الاستراتيجية على طرق جذب وزيادة المتابعين باستخدام الإعلانات ، ومن ثم إحماء الجمهور عبر المحتوى عالي الجودة عن الشركة والمنشورات التي تستهدف اهتمامات المشتركين، وأخيرا بيع المنتجات عبر عروض جذابة ومنافسة.
السبب الرابع: عدم وجود غلاف خاص على المنتجات
لا يمكن أن تضمن الإستراتيجية الترويجية وحدها نتائج جيدة، حيث تحتاج إلى إنشاء حالة تصويرية جذابة ومشرقة عن علامتك التجارية.
بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن الغلاف هو عبارة عن وجه العلامة التجارية، وفي حال عدم وجوده، فإنه من الصعب إيصال الفكرة للعميل المحتمل.
يحتاج الجمهور الآن إلى صور جميلة، ولكن حذاري من الصور المجانية ومن مصادر مفتوحة، حيث يجب أن تكون مليئة بالحيوية وتستهدف اهتمامات العميل، وفي حال أردت العمل في وسائل التواصل يجب أن يكون في رصيدك على الأقل 100 صورة جاهزة.
يمكن أن تكون هذه الصور عبارة عن صور المنتجات أو لفريق العمل أو من مكتب الشركة، وكن مستعدا لإجراء جلسات تصوير على هذا النمط، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو.
لماذا يجب القيام بهذا العمل؟ النمط الصوري هو أول ما يجذب انتباه المستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك من الضروري أن تكون صورك ذات جودة عالية، ومنتجاتك مدعمة بعبوة وغلاف مميز، لكي تبرز من بين المنافسين.
السبب الخامس: السعر المرتفع
بعد أن قمت بوضع استراتيجية ترويجية قوية وجهزت المواد الإعلانية المميزة، يمكن أن لا تحصل على أي نتيجة بسبب السعر المرتفع، والذي يفوق منافسينك بأضعاف!
العروض الترويجية والخصومات – هي أدوات تسمح لك بزيادة المبيعات على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لا يعني أن تبيع بخسارة، وفي نفس الوقت لا داعي للربح الفاحش.
وفي حال لم تستطيع تقديم خصم بقيمة 15 إلى 20%، يمكنك رفع الأسعار قليلا وعرض خصومات يمكن أن تجذب انتباه العملاء.
ولكن لا ترفع الأسعار مباشرة قبل انطلاق المبيع والحملات الإعلانية، حيث سيتمكن العملاء من معرفة ذلك، وتخسر موثوقيتك في السوق. بينما يجب أن يكون ذلك على المدى الطويل ولمنتجات محدودة.
وتؤكد الأبحاث أنه 29% فقط من العملاء يقومون بشراء المنتجات بسعرها الكامل دون خصومات، أما باقي العملاء يقومون بالشراء فقط عند وجود خصومات على المنتج.
5 طرق لزيادة معدل وصول المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي
تلجأ العديد من الشركات إلى وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وبالتالي رفع المبيعات. ولكن قامت بعض وسائل التواصل، في الآونة الأخيرة، بالحد من وصول المنشورات إلى العديد من المتابعين.
وسنتعرف على بعض الطرق التي تمكنك من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين.
تهيئة الحساب لمحركات البحث
تتمتع الصفحات التي تحتوي على كلمات رئيسية (مفتاحية) في العنوان بترتيب أعلى في محركات البحث وفي شبكة التواصل نفسها، حيث يجب عليك فعل التالي:
- كتابة وصفا واضحا وجذابا للنشاط الذي تمارسه
- إضافة كلمات رئيسية (مفتاحية) لوصف منتجاتك أو خدماتك
- إضافة الكلمات المفتاحية (باعتدال) إلى بعض المنشورات
- إضافة رابط موقعك
- إضافة موقع تواجد الشركة
- إضافة رقم هاتف للتواصل
- إضافة ساعات العمل
- إتاحة خاصية التواصل المباشر عبر الرسائل (واتسآب أو ماسنجر)
- إضافة صورة غلاف مميزة
- قلل من الروابط في المنشورات (المنشور على شكل رابط غير محبب لدى الفيسبوك)، يمكنك إنشاء منشور على شكل صورة وإضافة رابط داخل النص
- النشر المستمر للمنشورات (ولكن بوتيرة لا تقل عن 5-7 ساعات بين كل منشور)
المحتوى المستهدف
يجب أن تستهدف استراتيجية المحتوى الخاصة بك جمهورًا مستهدفًا محددًا. للقيام بذلك، تحتاج إلى فهم الجمهور المستهدف (العمر والجنس والاهتمامات والموقع الجغرافي والحالة الاجتماعية، إلخ).
وهناك العديد من أدوات تحليل الجمهور مثل إحصاءات جوجل و” SimilarWeb “، التي تقدم لك فكرة عن الجمهور الذي يدخل إلى موقعك، والذي يمكنك استهدافه في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي (على سبيل المثال) تقدم معلومات هامة عن جمهور صفحتك، حيث يمكنك الاستفادة منها، بالإضافة إلى ذلك يمكنك استخدام أدوات تحليل أخرى مثل ” Quintly“.
التفاعل مع الجمهور
من المعلوم أنه كلما زاد التفاعل مع المنشور كلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يتم الوصول إليهم. قم بالتفاعل مع الجمهور وأجب على جميع استفساراتهم عبر التعليقات، وحثهم على مشاركة المنشور على حساباتهم أو مع أصدقائهم.
حاول التعامل مع الأشخاص السلبين بكل ذكاء وحرفية، بذلك يمكن أن تكسب ثقتهم، وثقة الأشخاص خلف الستار الذين يقومون فقط بمتابعة التعليقات لاتخاذ القرار.
تبادل المنشورات
يمكنك البحث عن أشخاص يقدمون محتوى قريب مما تقدمه، ولكنهم ليسوا منافسين لك، يمكنك الطلب منهم تبادل للمنشورات، وهكذا يمكنك كسب جمهوره والعكس صحيح.
هذه الاستراتيجية مهمة لدرجة كبيرة لجميع الأطراف، كون الفائدة تعود للجميع، وكلما كان عدد المتابعين للشخص الذي تريد التعامل معه أكبر، كلما كان ذلك أفضل.